Thousands of Wishes for the Blackbird: Get Well Soon (Arabic Text)

by    /  March 10, 2014  / No comments

Sabah

Sabah, the singer, actress, and Lebanese Blackbird. Photo: Wikimedia Commons.

From Egypt

عنوان العمود : مِن مصر

الكاتب: حمدي الجزَّار

أديب مصري، درَسَ الفلسفة، من أعماله الروائية: “سحْر أسْود”، و”لذَّاتٌ سِرّية”، و”كتاب السُطورُ الأَرْبَعة”، و”مَلحمة ثَورتنا”، تُرْجِمتْ أعماله إلى الإنجليزية والتركية والفرنسية والتشيكية، حاز جائزة مؤسسة ساويرس للأدب المصري 2006، واختيِّرَ في مشروع بيروت 39 ، أفضل الكُتَّاب العرب دون الأربعين.

Hamdy el Gazzar

موضوع الكتابة :

في هذه المساحة يُعنىَ الكاتب بشئون الثقافة والأدب المصري والعربي، وقضايا حرية الإبداع والفكر والتعبير في الوطن العربي، ويكتب بلا حدود، وبالأسلوب والنوع الأدبي الذي يراه، ومتحررًا من كل قيد.

ألف سلامة للشحرورة

للشحرورة اللبنانية”صباح” أغنية قديمة في فيلم”الأيدي الناعمة”المأخوذ عن رواية لتوفيق الحكيم.
الكلمات في الأغنية هي:
بَ فتحة بَا بحبك
بِ كسرة بِي بِشدة
رُ ضمة رُو رُوحي جنبك.
لم نعرف أحدًا قبلها يُعلّم الأبجدية، والحب بهذا الفن!

ولها في حفلة كانت ترتدي فيها فستان فوشيا لامع مديح، خفيف الروح، للبساطة:
ع البساطة البساطة
يا عيني ع البساطة
بتفطرني جبنة وزيتون
وتغديني بطاطا

ولها تحبب تنادي بها محبوبها، فتقول له: “آه يا معلم يا معلم..”.
لم يقل لنا أحد إن صباح لبنانية، واسمها الحقيقي هو جانيت جرجس، وإنها ليست مصرية، وإنها بيضاء البشرة وصفراء الشعر، وشكلها كالخواجات، فقد رأيناها ربة بيت مصرية، تحضّر الإفطار في رمضان لفؤاد المهندس، وتشخط فيه:
“وإن قلت يا خويه الأكل كتير الأكل كتير

وبلاش بعزقه وبلاش تبذير
يصرخ ويقول: يا اخواتي صايم وراجل شقيان
ومراتي عايزة تجوعني حتى في رمضان.

لم يقل لنا أحد إن الفتاة الصغيرة التي جاءت إلى القاهرة أربعينيات القرن الماضي،
لتغني وتمثل في السينما لا تشبه سعاد حسني وفاتن حمامة، فقد اكتشفنا وحدنا أنها تشبه صباح فقط، وأنها تشبه كثيرًا من بنات حينا، وأنها تحب البطاطا والذرة المشوية ورشدي أباظة، والرجال الوسيمين، وعرفنا وحدنا أنها ما زالت كذلك حتى أيامنا هذه!
و”الصبوحه”، “الأسطورة”، المولودة في عشرة نوفمبر سنه 1927، حين غنت لابنتها، بنت السابعة عشرة، شدت:

“أمورتي الحلوة بقت طعمة

بقت طعمة ولها شعر طويل..”

صباح هي روح الصباح ذاته، وصوته المغرد، لها لونه، وصوته الذي نسمعه ونحن في طريقنا للمدرسة، للسوق، وللعمل، وللقاء أول فتاة اكتشفنا أننا نحبها.
وهي كالصباح، أيضًا، تصرح بالحب بلا مواربة وبلا خجل، وتتدلع كما لم تتدلع امرأة عربية قبلها.

صوت صباح الذي رافقنا عمرنا كله، صوت فَرِح، صادح، ويتدفق بالحيوية الأنثوية، يعد ولا يخيب رجاء الأذنين الحساستين، ولا الروح التي تريد أن تبتسم ببراءة لنعمة الفن الرفيع.

ألف سلامة يا نجمة الصباح، ألف سلامة للشحرورة العزيزة على الفن وعلى الفنانين، ومتذوقي الجمال، والطرب في كل وقت ومكان.

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.