The Wolf Addresses the Non-compliant Lamb (Arabic Text)

by    /  December 17, 2012  / No comments

wolf

Photo: Patrick Bouquet

From Egypt

عنوان العمود : مِن مصر

الكاتب: حمدي الجزَّار

أديب مصري، درَسَ الفلسفة، من أعماله الروائية: “سحْر أسْود”، و”لذَّاتٌ سِرّية”، و”كتاب السُطورُ الأَرْبَعة”، و”مَلحمة ثَورتنا”، تُرْجِمتْ أعماله إلى الإنجليزية والتركية والفرنسية والتشيكية، حاز جائزة مؤسسة ساويرس للأدب المصري 2006، واختيِّرَ في مشروع بيروت 39 ، أفضل الكُتَّاب العرب دون الأربعين.

Hamdy el Gazzar

موضوع الكتابة :

في هذه المساحة يُعنىَ الكاتب بشئون الثقافة والأدب المصري والعربي، وقضايا حرية الإبداع والفكر والتعبير في الوطن العربي، ويكتب بلا حدود، وبالأسلوب والنوع الأدبي الذي يراه، ومتحررًا من كل قيد.

خطاب الذئب للحَمَل غير الوديع

تعال يا حبيبي في حضني، ولا تخش شيئًا، تعال يا حبيبي فقد أوحشتني ثمانين عامًا.. يا أملي، ومناي، يا حُبي، وغاية رجاي.
لا أطلب منك شيئًا سوى الحب، كله بالحب، وبالقانون.

ما عليك سوى أن تثق في غرامي بك، وشوقي إليك الذي لا حدود له، ثق بمعرفتي بكل شيء، وبقدرتي، وبتنظيمي، وإيماني. أريد سعادتك وفوزك يا أخي، ياحبيبي، في الدنيا، والآخرة، إن شاء الله.
ما عليك سوى السير خلفي، وتتبع خطاي في كل طريق أسلك، وكل قرار آخذ، وكل إعلان أصدر، ما عليك سوى قول “نعم” ، نعم للحب، و”نعم” للحاكم، ونعم ل”لله” .

أنا أعرف مصلحتك، وأهدافك، وأحلامك، وسأحققها لك جميعًا، ما عليك سوى المضي ورائي، والهتاف باسمي، ما عليك سوى “السمع والطاعة” يا حبيبي، وكله سيبقى على خير ما يرام.

لا تخشْ مني ولا تخاف، أنا، والله العظيم ثلاثة، أحبك كثيرًا كثيرًا، هل تنسى لجنة البر التى أنشأتها خصيصًا لمدك بالزيت والسكر، هل تنسى أننى أرعى الأرامل والأيتام، وأبذل الصدقات لك.
تعال يا حبيبي في حضني، فحضني دافيء وشرعي، آه.. كم كنت أتوق إلى عناقك يا حبيبي.

في عشيرتي يقولون عنك، وعن أمثالك، أنكم مؤمنون عاصون، بعض الناس الغيورين على ديننا أكثر يقولون عنك، وعن أمثالك أنكم “كفار”، لكنني أقف لهم بالمرصاد، والله العظيم، أنت رجل طيب، ومتدين بالفطرة، أعرف، ونقي السريرة، ومسالم، لا تركب رأسك، ولا تمانع أبدًا في أن تسمع الكلام، وتطيع .

أنا فقط أريد أن أقول لك، بمشيئة الله تعالى، ماذا تأكل؟ ماذا تشرب؟ كيف تلبس؟ ماذا ترى، وتشاهد، وتقرأ، ولا مؤاخذة، كيف تنكح النساء نكاحًا شرعيًا.

سأتكفل بك تمامًا، سأهذبك، وسأعلمك كيف تعيش حياتك في طاعة دائمة لله، وعبادة دائمة حتى يكرمك الله، ويصفح عنك، وعن سيئاتك ومعاصيك، ويغفر لك ويدخلك الفردوس، خالدًا مخلدًا فيها.. أمر الآخرة صعب يا حبيبي، أما أمر الدنيا فما أهونه، ما عليك يا حبيبي سوى أن “تسمع وتطيع”، وكله بالحب، وبالقانون.

أنا أعلم ما لا تعلم، وأنا أعرف أنك تتهددك المؤامرات، وأنا أشعر بالمخاطر من كل صوب، من الداخل، ومن الخارج، ومن المتآمرين عليك فى كل مكان في هذه الغابة المرعبة، وأنا أعرف أولئك الكفار، والسحرة الذين يضللونك، ويتحدثون باسمك، ولا غاية لهم سوى الفوضى والدمار، والتهامك في النهاية يا حبيبي..
لكن اطمئن، بعون الله وتوفيقه سأحميك، وسأرعاك حتى أصل بك بر الاستقرار، وتصل سفينتنا إلى شاطئ الآمان،أعدك وأقسم، أنني سأفعل كل ما في وسعي من أجلك، من أجلك سأسقط كل قانون، ودستور، وقضاء، وكل ثورة لا تتبعني، ومن أجل عينيك كتبت لك دستورًا جديدًا، وقوانين تكفل لك كل الحقوق والحريات، بما لا يخالف شرع الله، فاهنأ واغتبط، وتعال في حضني، تعال..

Leave a Comment

You must be logged in to post a comment.