June 30th: The Great Sunday (Arabic Text)
by Hamdy El-Gazzar / July 15, 2013 / 1 Comment
عنوان العمود : مِن مصر
الكاتب: حمدي الجزَّار
أديب مصري، درَسَ الفلسفة، من أعماله الروائية: “سحْر أسْود”، و”لذَّاتٌ سِرّية”، و”كتاب السُطورُ الأَرْبَعة”، و”مَلحمة ثَورتنا”، تُرْجِمتْ أعماله إلى الإنجليزية والتركية والفرنسية والتشيكية، حاز جائزة مؤسسة ساويرس للأدب المصري 2006، واختيِّرَ في مشروع بيروت 39 ، أفضل الكُتَّاب العرب دون الأربعين.
موضوع الكتابة :
في هذه المساحة يُعنىَ الكاتب بشئون الثقافة والأدب المصري والعربي، وقضايا حرية الإبداع والفكر والتعبير في الوطن العربي، ويكتب بلا حدود، وبالأسلوب والنوع الأدبي الذي يراه، ومتحررًا من كل قيد.
30 يونيو الأحد الأعظم
كان المشهد حولي سحريًا، خلابًا، لم أرْ مثله في حياتي أبدًا من قبل.
كنتُ أسير مبتسمًا وصامتًا، وسط زحام الناس حولي، كمن يسير في حلم، كنتُ مأخوذًا ومسحورًا. عيناى لا تحيطان بالجموع أمامي، عن يميني وعن يساري، يد طفلي، ابن العاشرة، تمسك بيدي بقوة، ابني يُعلقُ على صدره كارت أحمر مكتوب فوقه:”ارحل”.
يرفع بيمينه العلم، وفي فمه صفارة حكم مباراة كرة القدم، يصفر بها ليضبط إيقاع الهتاف: “مصر..مصر”.
مصر، لا أحد غائب اليوم، كبار نجمات ونجوم السينما والمسرح، فنانون تشكيليون، صحفيون، وأكاديميون، وطلاب ومهنيون، وكثير من سكان الزمالك.
الشارع يحمل اسم السلطانة “شجرة الدر” التي قضتْ ضربًا بالقباقيب. السيدات والآنسات الأنيقات يرفعن قباقيب خشبية يضربن بها فتضبط الإيقاع “ارحل..ارحل”، والإيقاع موسيقي ملحمية تتصاعد بالغضب الرافض لحكم كهنة العصور الوسطى.
“يسقط يسقط حكم المرشد”.
“يسقط يسقط حكم المرشد..يسقط يسقط كل كلاب المرشد”.
العجائز في الشرفات، والبلكونات يلوحون بالأعلام، ويرددون معنا “ارحل”.
كانت مصر المستقبل حاضرة حولي، فتيات صغيرات سافرات، مسلمات وقبطيات، شباب مودرن، ليس ها هنا جلاليب، ولا لحى، ولا وجوه مختفية خلف قماش أسود.
المسيرة تتقدم بطول كورنيش الزمالك فى طريقها إلى الأوبرا، واثقة، ومصممة، ترتج تحت قدميها الأرض. الصافرات، والطبول تدوي، والأفواه ترفع أصواتها: “يسقط يسقط حكم المرشد..يسقط مندوب المرشد”، “الشعب يريد إسقاط الإخوان”.
في نحو السابعة وصلنا إلى ميدان الأوبرا، وكوبرى قصر النيل المؤدي للتحرير، وتوقفنا، فالمكان، لا موضع فيه لأقدام أخرى، بصري لا يحيط بالبشر. نظرتُ في الجهة الأخرى، عند كوبرى الجلاء، كانت المسيرات الحاشدة تقبل الواحدة تلو الأخرى، من الدقي، بولاق، الهرم، فيصل، الجيزة. يا الله لقد التحم الناس من ضفة نهر النيل الغربية عند ميدان الجلاء، وحتى موقعي فوق كوبرى قصر النيل، وهناك فى التحرير كان الملايين قد وصلوا قبلنا، لم أرْ في حياتي كل هذه الحشود، حتى يوم الثامن والعشرين من يناير2011. هذا لم يحدث في تاريخ مصر من قبل، ولا في تاريخ كل الأمم.
في ثلاثين يونيو خرج ملايين الناس، قالوا ثلاثة وثلاثون مليون مصري، وقالوا أقل، ولكن المؤكد أنه في ذلك اليوم رفض كل المصريون الفاشية الدينية، والتطرف، والإرهاب، والعنف، والعودة للعصور الوسطى المظلمة، لكن يبدو أن الفاشية الإرهابية لن تستسلم دون إراقة دماء الأبرياء.
One Comment on "June 30th: The Great Sunday (Arabic Text)"
wonderfull