The King and the Fool: Bassem Youssef (Arabic Text)
by Hamdy El-Gazzar / June 3, 2013 / No comments
عنوان العمود : مِن مصر
الكاتب: حمدي الجزَّار
أديب مصري، درَسَ الفلسفة، من أعماله الروائية: “سحْر أسْود”، و”لذَّاتٌ سِرّية”، و”كتاب السُطورُ الأَرْبَعة”، و”مَلحمة ثَورتنا”، تُرْجِمتْ أعماله إلى الإنجليزية والتركية والفرنسية والتشيكية، حاز جائزة مؤسسة ساويرس للأدب المصري 2006، واختيِّرَ في مشروع بيروت 39 ، أفضل الكُتَّاب العرب دون الأربعين.
موضوع الكتابة :
في هذه المساحة يُعنىَ الكاتب بشئون الثقافة والأدب المصري والعربي، وقضايا حرية الإبداع والفكر والتعبير في الوطن العربي، ويكتب بلا حدود، وبالأسلوب والنوع الأدبي الذي يراه، ومتحررًا من كل قيد.
المهرج والسلطان
باسم يوسف
في زمن بعيد كان لمهرج القصر مكانه الجميل.. تحت قدمي الخليفة، أوالملك، أو السلطان. مهرج القصر له نوادره، وطرائفه المنثورة في كتب التراث العربي، ومنها نعرف أن المهرج كان هو وسيلة الترفيه عن السلطان، وانبساط مزاجه، وإطلاق تبسماته السلطانية، وضحكاته الملوكية.
والمهرج في قلب حاشية السلطان، له مكانته المحفوظة، ومرهوب الجانب من الوزراء، وقوّاد الجند، والشعراء، والمغنيين، ورؤساء الخدم، فالمهرج هو ببساطة “مزاج السلطان”، ونديمه.
وأمام السلطان، كان المهرج يرقص، ويتشقلب، يفتعل الأصوات المضحكة، ويغني، يخترع النكات، والحركات، والطرائف ليسلي السلطان ويضحكه، مع أنه، هو نفسه، حزين، لأنه مملوك، وعبد السلطان.
هذا المهرج، الملوكي، لم يعد له وجود في حياتنا هنا،الآن، فقد حل محله مهرج آخر متطور، وأكثر انفتاحًا، وجماهيرية. ظهر مهرج اليوم، وقد صُقِلتْ قدراته، وأدواته، ووسائله، وتغيّر وجوده كلية.. فقد صار المهرج رجلاً حرًا.
ظهر المهرج، وقد فك رقبته من حبل السلطان الغليظ، وأقبل مضحكًا، وسميرًا للجماهير بدلاً من السلطان. ظهر على شاشات التليفزيون، وأضحك الملايين، فصار شهيرًا جدًا. شهرته عبرت الآفاق، وعبرت المحيط الأطلسي، ووصلت بلاد الأمريكان.
المهرج لم يعد يقبض من بيت مال السلطان. ولم يعد مصدر بهجة، وضحك السلطان، لم يعد نديم وسمير السلطان، على العكس، صار المهرج هو المُنكِد على مزاجه، الجالب لسخطه، والمثير لغضبه.
كان مهرج الماضي يسخر من الرعية ليضحك السلطان، بينما نجم نجوم السخرية المعاصر، بطل برنامج “الوان مان شو”، يثير ضحك العامة على السلطان.
وفي طريقه استعدى المهرج الكهنة، ورجال الدين، عليه، فجعل من بعضهم هدفًا لنكاته، وقفشاته، وإفيهاته المصورة.
المهرج الحر ليس بأقوى ممنْ يُهاجِمُ، ولا حول له ولا قوة أمامهم، لكنه صلب الظهر، فخلفه وأمامه ملايين ينتظرون مشاهدته، ليضحكوا ويستمتعوا.
المهرج سيُتَهمُ بإزدراء الأديان، فلا يخاف، ولا يتراجع، ويذهب إليهم واضعًا على رأسه عمامة سلطانية، أضخم مما لبس أي سلطان.
المهرج صار سلطانًا، ليس لأنه لبس عمامة السلطان، لكن لسبب وحيد.
المهرج صار سلطانًا لأن له سلطان على قلوب الملايين.