ثورات العرب وخطاب المُفكِر
by Hamdy El-Gazzar / September 10, 2012 / No comments
عنوان العمود : مِن مصر
الكاتب: حمدي الجزَّار
أديب مصري، درَسَ الفلسفة، من أعماله الروائية: “سحْر أسْود”، و”لذَّاتٌ سِرّية”، و”كتاب السُطورُ الأَرْبَعة”، و”مَلحمة ثَورتنا”، تُرْجِمتْ أعماله إلى الإنجليزية والتركية والفرنسية والتشيكية، حاز جائزة مؤسسة ساويرس للأدب المصري 2006، واختيِّرَ في مشروع بيروت 39 ، أفضل الكُتَّاب العرب دون الأربعين.
موضوع الكتابة :
في هذه المساحة يُعنىَ الكاتب بشئون الثقافة والأدب المصري والعربي، وقضايا حرية الإبداع والفكر والتعبير في الوطن العربي، ويكتب بلا حدود، وبالأسلوب والنوع الأدبي الذي يراه، ومتحررًا من كل قيد.
تمثال عمر مكرم يقف في وسط ميدان التحرير تقريبًا، فى وقفته الشامخة وحضوره البارز هذا، استلفتَ انتباه متظاهرٍ دائم بين الحشود في الميدان، أوحَى لأستاذ الفلسفة عليّ مبروك بمفتاح قرائته لتاريخ مصر السياسي والفكري، وصور الخطاب فيه، خلال القرنين السابقين، وصولاً للحظة الراهنة
عام 1805 وقف عمر مكرم وكبار شيوخ نخبة مصر يخاطبون محمد علّى، فقالوا: “لا نريد الباشا خورشيد واليًا علينا، ولا بد من عزله، لا نرضي إلا بكَ، تَكونُ حاكمًا علينا بشروطنا، شروطنا نحن
ولأْن قرنيْن انقضيا دون أن يتحقق مطلب المصريين في” حاكم يحكم بشروط الشعب”، فقد شهد عمر مكرم، التمثّال، وعلى مبروك أستاذ الفلسفة، أحداث ووقائع أضخم ثورة مصرية في تاريخها، في الخامس والعشرين من يناير2011
يرى علّي مبروك أن الدولة التي أرادها المصريون منذ أكثر من قرنين هي” دولة الحق”، دولة القانون والعدل، وسيادة الشعب، وأن الحاكم أرادها على الدوام دولة “القوة”، مستعينًا مرة بالغلبة، بقواته المسلحة وجنوده، ومستعينًا بالدين، بالله، وحق التفويض الإلهي، مرة أخرى.
محمد عليّ الذي تولى حكم مصر بإرادة الناس وبثورتهم انقلب عليهم، ورأىَ أنه يستمد
شرعية حكمه من الله، وليس من الشعب، فقال لمُنظِّر دولته البارز، رفاعة الطهطاوى: “إِن ولاية الباشا من الله، وليستْ من النا س”!
كيف تتأسس دولة “الحق” في العالم العربي وتنجزها ثوراته الراهنة، وكيف له أن يطوي صفحة دولة “القوة”، ويتقدم للأمام؟
إجابة عليّ مبروك على هذا السؤال تقوم على أن التأسيس لدولة “الحق” على حساب دولة “القوة” القامعة لن يكون ممكنًا إلا عبر تجاوز الخطاب الذي ساد على مدى القرنين السابقين، والانتقال إلى خطاب يؤسس لدولة حديثة، قوامها الديمقراطية، وسيادة الشعب، والخطاب العقلانى النقدي، الخطاب الذي ساد القرنين الماضيين جوهره التسلط والاستبداد، خطاب أبوي، وصائي، يؤسس لما يسود في المجتمع من علاقات الخضوع والإذعان، والخطاب الذي يجب التحول إليه هو خطاب “العقلانية النقدية” الذي يؤسس لعلاقات التفاعل، والحوار، والندية.
هذا الخطاب وحده هو القادر على إحداث التحول من الدولة الاستبداية، الطائفية، العشائرية، الأبوية، إلى دولة “المواطنة المدنية”.
*صدر كتاب “ثورات العرب، خطاب التأسيس” لعلّي مبروك، عن دار العين،2012
لنكات مفيدة
– غلاف الكتاب ونبذة عنه.
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=egb175726-5188154&search=books
-
– مقالات عليّ مبروك بجريدة الأهرام
http://www.ahram.org.eg/WriterTopics.aspx?WID=429
– فيس بووك د.عليّ مبروك